-A +A
عبدالله عمر خياط
.. وهذا كتاب يضم مختارات من رحلات العرب في جزيرة العرب خلال النصف الأول من القرن العشرين، فتشعر كما لو كان مؤلفه يريد أن يتفادى رحلات المستشرق المعروف فيلبي.. هذا تخميني والله أعلم.
والكتاب يخصص الفصل الأول لتحليل وسبر دوافع هذه الرحلات، فيقول المؤلف الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحازمي:

«على هذا النمط تسير الرحلة، فن مختلط لا يجمع شتاته سوى صاحب الرحلة، وللكاتب الحرية أن يكتب ما يشاء، وبالطريقة التي يريدها، ومن هنا فإن الرحلة أقرب في الحقيقة إلى المذكرات التي يدون فيها كاتبها، وبشكل عفوي، ما حدث له أو سمعه أو شاهده في فترة معينة من حياته، والرحلة فترة محددة في حياة إنسان، وهي غالبا ما تبدأ بتاريخ وتنتهي بتاريخ، وقد تستمر أياما أو شهورا أو سنوات غير أن بعض هذه الرحلات قد تنحرف عن الطريقة العفوية إلى طريقة البحث العلمي، الذي نلمس من ورائه الجهد ورشح الجبين.
لكن المؤلف الأستاذ الدكتور الحازمي عندما اختار بعض ما كتبه الدكتور محمد حسين هيكل نجده قد اختار نصا ممتازا عن المدينة المنورة .. حيث قال د.هيكل:
«دار أبي أيوب هي التي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أول مهاجره إلى المدينة، ويقابلها داخل المسجد موضع حجرات أزواج النبي التي ضمت إليه في عهد الوليد بن عبدالملك، ويفصل زقاق الحبشة بين دار أبي أيوب ودار عثمان، وتقع دار مروان ابن الحكم في جوار باب السلام، أليس لأبي بكر ولعمر وعلي آثار باقية اليوم حول المسجد تكمل بها سلسلة التاريخ في هذه الفترة : فترة نصف القرن الأول من الهجرة ؟ أما أبو بكر فله بجوار المسجد الغربي الخوخة التي أوردت عند الحديث عن المسجد بعض خبرها، وله فيما تذهب إليه الرواية دار تجاور دار عثمان بن عفان من الشمال، ولا يفصل بينهما إلا طريق البقيع، وهذه الدار هي التي مات بها، وليس حول المسجد مكان ثابت النسب إلى عمر بن الخطاب باعتباره موضع دارهِ، وإن حاول بعضهم أن ينسب إليه دارا في شمال المسجد، لكنما تقع في جنوب المسجد دار تطل على الحجرة النبوية تعرف بدار آل عمر، ويقول السمهودي: «إنها دار عبدالله بن عمر بن الخطاب، آلت إليه عن أخته حفصة أم المؤمنين».
وأحب أن أوضح هنا أن لكل من سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وسيدنا علي- رضي الله عنهم - مسجدا لكل واحد منهم باسمه في الجنوب الغربي من المسجد النبوي الشريف في دائرة مسجد الغمامة والأمل كبير في الحفاظ على هذه المساجد لتظل ذكرى لمن أكرمهم الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم .
السطر الأخير :
عيني لغــــير جمــــالكم لا تنظُرُ
وسواكمو في خاطري لا يخطُرُ